سورة البقرة - تفسير تيسير التفسير

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (البقرة)


        


وهنا جعل يبين منشأ اجترائهم على كل موبقة، وهو غرورهم بزعمهم ان النار لن تمسهم الا اياماً معدودات. فقل لهم يا محمد، ومن باب دحض الدعوى: أين البرهان على ما تزعمون؟ ثم ينقصه الحق تعالى ببيان مخالفته لقانون العهد الإلَهي الذي لا يعرف شيئاً من الظلم، ولا المحاباة.
المس: واللمس بمعنى، وهو اتصال الشيء بالبشرة بحيث تتأثر الحاسة. العهد: الخبر أو الوعد. بلى: لفظ يجاب به بعد كلام منفي سابق. الكسب: جلب المنفعة، وهنا يراد به التهكم. السيئة: الفاحشة.
يزعم اليهود أنهم سيعذَّبون بالنار اربعين ليلة وذلك عدةُ أيام عبادتهم للعجل، وزعم بضعهم ان النار ستمسُّهم سبعة أيام فقط. وهنا يرد الله تعالى عليهم افتراءهم ويسألهم: هل تعاهدتم مع الله على ذلك. فاطمأننتم لأن الله لا يخلف عهده معكم؟ ثم يؤكد أن: {من كسَب سيئةً وأحاطت به خطيئةٌ فأولئك أصحابُ النار هم فيها خالدون}.
فحْكم الله نافذ في خقله لا فرق بين يهودي وغيره الا بما كسبت يداه.
القراءات:
قرأ ابن كثير وحفص: {اتخذتم} باظهار الذال. وقرأ الباقون بالادغام {اتخذتم} وقرأ نافع: {خطيئاته} وقرئ {خطيته} و {خطياته}.


بيَن سبحاه هنا ان الّذين أطاعوا وصدقوا وعملوا صالح الأعمال سيدخلون الجنة ينعمون بما أعطاهم الله. وقد جرت سنة الله في كتابه العزيز ان يتبع الوعيد بالوعد حتى يستبشر الذين آمنوا ولا يقنطوا من رحمة الله وتلك حكمة بارزة من لدنه. ويظهر من سياق الآية أن الإيمان وحده لا يكفي اذ يقول: {والذين آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصالحات} فالإيمان يجب ان يقترن بالعمل به.


الميثاق: العهد الشديد. اليتيم: من لا أب له. المسكين: من سكنت يده عن العمل، العاجز عن الكسب.
بعد ما بسطت الآيات السابقة ما انعم الله به على بني اسرائيل جاء الكتاب هنا يبين أهم ما أُمر به أسلافهم من عبادات وكيف كانوا يُصمّون أسماعهم عن سماع دعوى الحق.
فأول شيء وأهمه دعاؤهم إلى عبادة الله، وحده ثم الاحسان الوالدين. ويترتب على ذلك ترابط ا لاسرة وتماسكها. فالأمة مكونة من مجموع الأسر والبيوت، وصلاح الأمة بصلاح الأسرة. وقد أكد القرآن على ترابط الأسرة، والحفاظ عليها، وتقويتها من برِّ الوالدين أولاً. ثم ذوي القربى، ثم الاحسان إلى اليتامى بحسن تربيتهم وحفظ حقوقهم من الضياع.
ولقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: «أنا وكافلُ اليتيم في الجنة» رواه البخاري وأحمد وأبو داود والترمذي عنه سهل بن سعد. وفي رواية: «أنا وكافل اليتيم في الجنة كهاتين» وأشار بالسّبابة والوسطى. فهل بعد ذلك منزلة أكبر!
ثم قالت تعالى: {وَقُولُواْ لِلنَّاسِ حُسْناً} فبعد ما أمر بالإحسان إلى الوالدين والاقربين والمساكين واليتامى أمرنا، إذا لم نستطع أن نحسن إلى جميع الناس بالفعل، فلنُحسن العِشرة، إذ إن الكلمة الطيبة صدقة كما ورد في الحديث الصحيح.
ثم بعد ذلك قال: {وَأَقِيمُواْ الصلاة وَآتُواْ الزكاة} وهنا لم يقل (صلّوا) بل قال أقيموا الصلاة، أي صلوها على أحسن وجوهها. وهاتان فريضتان من أهم الفرائض التي تنقّي النفوس من الأدران. فاذا صلحت النفوس صلَح المجتمع بأسره.
ثم ماذا حصل بعد أن أخذ الميثاق على أسلاف بني إسرائيل؟ الذي حصل أنهم تولوا وأعرضوا ونقضوا الميثاق الا قليلا منهم أذعن للحق.
القراءات:
قرأ نافع وابن عامر وأبو عمرو وعاصم ويعقوب: {لا تعبدون} بالتاء الفوقية، وقرأ الباقون: {لا يعبدون} بالياء. وقرأ حمزة والكسائي ويعقوب: {حَسَنا} والباقون {حُسنا} وقرئ: {حُسُنا} بضمتين. و{حسنى} كبشرى.

7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 | 14